إلى صداقتنا في عامها الخَامس …
مارس 8, 2012.. الرابع عشَر منِ شهرِ ربيع الثاني .. لا يمكن أن يمُر بِعشوائية كـ بقية الأيام
الإهداء :
ما كتبتهُ العام الماضي كان أشبه بِغمضة عين .. انتهيت من الكتابة .. أغلقتُ جفني !.
– ليله 8 أغسطس .. تحدثتُ إليك .. و كان قلبي مُنكسر لم تكوني أفضل حالاً مني !
– ليلة زفاف صديقتنا بتول .. أنا و أنتِ !
هذا .. كل ما لدي ! لكني أستطيع أن أتخيل أشياء جميلة في المُستقبل قدّ تحدث لنا .. و من ثُم أدسها في رسالة العام القادم .. كـ أفضل ما لدي !
حُ لَ م ّ !
جوان 9, 2011..
حسناً .. أصبح لدي حُلم !
حُلم كـ أيُ حُلم ؛ لم يخذلني الله به ,
هذا الحُلم الكبير.. الذي ما استيقظت صباحاً إلا و جدتهُ مُودوع في صدري فجأة .. و بقربه بوصلة تُعبد لي طريقه , لأسير قدماً .. على أثرهِ !
حُلم كبير كبير ! أكبر من أن أتحملهُ وحدي ! أكبر من تفكيري أكبر من سنوات عُمري .. حلم أكبر من أفقي حتى !
حُلم مُمتد على طولي .. حُلم يجعلني .. ثقيلة , ثقيلة جداً لذا أحاول المشي .. لعلهُ يفقدُ وزنه … أحاول أجهاضه من جسدي لعلهُ ينزل على الأرض و ينمو و أتمعن فيه أجزائه الساقطة مني
لعلي به أبلغ الأسباب !
لعلي فقط !
هذا الحُلم الذي زجّ نفسه بهيمنة في عيني فبتُ لا أرى سواه ..!
هذا الحُلم الكبير .. الذي قررتُ أدفنهُ بداخلي و أصلي الوسطى عليه ,, هذا الحُلم الذي أحبه و القريب مني سأدفنهُ أكثر و أكثر لأني أخاف عليه أن يخرج للعراء فيموت موؤوداً !
سأتحفظ به أكثر و أكثر !
و سيحيى في صدري .. أنا !
– سوسن*
مَساء الوجعِ يا ” بغـدادّ “
أفريل 9, 2011مَساء الوجعِ يا بغداد !
أقرأ على وجعكِ السلام و أخصُه بِالتاسع من أبريل الذي لم يتلطف بك و أسقطكِ إلى قاعِ الانكسار !
أتسال و أنتِ تقفين .. رجلٌّ منتصبة و الأخرى على حافةِ الانكسار !
و العالم يدور بكِ و يدور و لا حيلة لكِ
لا حيلة بقدميكِ الضئيلتين لا حيلة و القوة بالله وحده , أتساءل فقط متى أخرُ الأحزانِ يا بغدادّ ؟
أخبريني يا خارطة الحُزن و مسقط رأسه , كيف استقبلت العام التاسعِ لانكسارك ؟
كيف لك أن تداوين الجرح بالجرح ؟
كيف ستقومينَ على شموخكِ السابقَ .. و الطائفية ترشقُكِ ألماً ؟
كيف صنعتِ الفرحةِ بسقوطَ صدام .. لتتقوقعي بحزنِ الاحتلال ؟
دعي نخلاتك الباسلات ترد لي الجواب .. و مناراتكِ الشامخات تبرر لي الأسباب !
و نهريكِ يفتحان لـ الحقيقة ألفَّ باب !
عهدتكِ منذُ عرفتكِ تدقّينَ شموخاً على خصركِ و ترقصين على حزنكِ
لأنكِ تعرفين جيداً أن لا حزنَ يعتريك .. و لا شجون !
عهدتكَ منذُ أن افتتح الله الجراح .. على صدركِ و أنتِ تنزفين و لكنك أبية و لا شجن عليكِ و لا هم يحزنون !
عهدتك يا عراق ” وفيّه ” .. لذا غدرتِ بالحُسين لتشعليهِ شمعةً في حلكةِ أيامك
عهدت ُ نهريكِ يجريان لذا منعتِ سُقي العباس ليبقى رواءً لِكُل الظَمىءَ
و أعلمُ أنكِ ارضٌ, فراتها سائغاً و دمعها أجاج
و أعلم أنك ارضٌ, لا تحابي أخرى !
و أن قدركِ لا يُقدر من أحتلـّكِ قد أضاع
و أعلم أنكِ ارضٌ, ” ما مر عامً عليها وما فيها جياع “*
أخيراً … أقرأ عليكِ السلام و أرسل لكِ حزنِي وقد مزجتهُ بِحزنكَ , و أدعوا عسى الأحزان تنتهي !
عسى لا بقاء لها و لا مكان
عسى أبريل القادم لا يكذب و يبرئكِ من حزنك !
عسى ألقاكِ أبية كما رأيتك أول مرة !
عسى لا .. إلا أموت و حزني و حزنكِ راحلُّ
.
.
.
التـــاسع من أبريل في ذكرى سقوط بغداد
سوسن الموسى
* بتصرف من الشاعر العراقي ” بدر شاكر السيابّ “
إلى , صَداقتنا .. فيّ عامها ” الرابع ”
مارس 20, 2011إلى صديقة ,
سأدس ذاكرتي .. بين الأيام فالنسيان وحدهُ يُرقدنا على أكُفة السعادة ,
؛
سأنسى أننا نملكُ ماضً و أننا عشناها و تربينا على حُزنه , سأنسى معنى أحلامنا التي ماتتَ قبل أن تصل إلى الواقع .. سأنسى أن الأيام خائنة لذا لم نتشاركَ كُراسي الدراسة , سأنسى أن الكتابة صناعة احترفتها حينما بكيت سأنسى , فترة القيلولة التي أقضيها في استذكار أوجاعي .. سأنسى استماعي المدمن لـ” حبك يداويني “..و أني في كُل مرة اسمعها – الآن – أمسكُ قلبي خشية الذكريات التي تنجرف دون رحمة , سأنسى يوم ميلادي الخامس عشر .. و صرخات أتعمد ارتدادها إلى نفسي لأني لا أريد أن يسمعها أحد غيري .. سأنسى شماعة الخيبة في يوم حفلتي … سأنسى أزهاركَ التي تضعيها في درجي و لا أنتبه لها … سأنسى فيلم شاهدناه و لم نُكمله حتى الآن سأنسى أشعاري .. سأنسى رسائلنا .. و ما تبقى من مُحادثاتنا .. سأنسى رجائي و بكائي .. سأنسى ..أهتمام أفتعله لأنسى .. سأنسى حياة خلفتها ورائي ما دامت لن تعود !
و سأتذكر فقط .. أن الأصدقاء الحقيقيون يستحثون الجمال بِعلاقتهم .. لأن الجمال وحده باقَ .. و لأني أريدك ان تبقي ..
أيامنا جميلة يا صديقة , كٌل عام و أنا و أنتِ بخير “
14 / 4 هـ أنت تطفو على سطح الذاكرة و أن داهمتنا الأيام
سوسن *
صباح الجرائد
مارس 10, 2011